اليمن.. تضرر 60 ألف نازح جراء السيول ونداء للمنظمات الإغاثية لسرعة التدخل
اليمن.. تضرر 60 ألف نازح جراء السيول ونداء للمنظمات الإغاثية لسرعة التدخل
كشفت السلطات اليمنية عن تضرر أكثر من ستين ألفاً من النازحين في محافظة مأرب وحدها جراء السيول التي تدفقت على مخيمات النزوح خلال عشرة أيام، نتيجة الأمطار الموسمية الغزيرة والرياح المصاحبة لها، وأطلقت نداءً عاجلاً للمنظمات الإغاثية لسرعة التدخل والمساعدة في التخفيف من معاناة هؤلاء الذين شردتهم ميليشيا الحوثي من مناطقهم الأصلية.
وذكرت الوحدة الحكومية المعنية بإدارة مخيمات النازحين أن أكثر من 9 آلاف أسرة نازحة في محافظة مأرب -63 ألف فرد- تضرروا خلال الأيام العشرة الماضية جراء الأمطار السيول التي اجتاحت المخيمات والناتجة عن الأمطار الموسمية الغزيرة والمصحوبة برياح شديدة السرعة، وفق موقع أخبار اليمن.
وقالت في تقرير أولي عن الأضرار: «إن إجمالي الأسر النازحة التي تضررت من الأمطار والسيول بلغ 912 أسرة متضررة منها 273 أسرة تضررت بشكل كلي و8847 تضررت بشكل جزئي».
ووجهت وحدة مخيمات النازحين، نداء استغاثة عاجلاً للأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية والهيئات الإغاثية المحلية والإقليمية والدولية طالبت فيه بسرعة التدخل الطارئ لإغاثة المتضررين وتوفير احتياجاتهم الأساسية من المأوى والمواد الغذائية والإيوائية الضرورية لهم.
وكان المركز الوطني للأرصاد الجوية توقع هطول أمطار رعدية متفاوتة الشدة على أجزاء من محافظات المهرة، وحضرموت، وشبوة، وأبين، والضالع، والبيضاء، وتعز، ولحج، وقد تمتد إلى السواحل الشرقية والجنوبية والمناطق الداخلية المحاذية لها.
كما توقع هطول أمطار خفيفة إلى متوسطة رعدية أحياناً على أجزاء من محافظات إب، وريمة، وذمار، وصنعاء، وعمران، والمحويت، وحجة، وصعدة.
التغيرات المناخية
شهدت الأرض مؤخرا مجموعة من الظواهر المناخية الشديدة، مثل الفيضانات وموجات الحر والجفاف الشديد وارتفاع نسبة التصحر، والأعاصير، وحرائق الغابات، كل هذا بسبب ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية بنحو 1.1 درجة مئوية منذ بداية عصر الصناعة، ويتوقع أن تستمر درجات الحرارة في الارتفاع ما لم تعمل الحكومات على مستوى العالم من أجل خفض شديد للانبعاثات.
دراسات وتحذيرات
وتحذر الدراسات العالمية من ظاهرة التغير المناخي وارتفاع درجة حرارة الكوكب، لما لها من تأثير مباشر على هطول الأمطار الغزيرة والسيول والفيضانات والجفاف والأعاصير والتصحر وانتشار الأوبئة والأمراض وكذلك على الحياة البرية.
وأكد خبراء في مجال البيئة خطورة حرائق الغابات والتي يترتب عليها فقدان أكبر مصنع لإنتاج الأكسجين بالعالم مقابل ارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون، ما ينذر بتصاعد ظاهرة الاحتباس الحراري.
وفي السياق، حذَّر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، من أن "نصف البشرية يقع في منطقة الخطر، من جراء الفيضانات والجفاف الشديد والعواصف وحرائق الغابات"، مؤكداً أنه "لا يوجد بلد محصن".
ويؤكد التقرير الأخير الصادر عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ الضرورة الملحة لمعالجة الآثار المكثفة لتغير المناخ وضمان التكيف والمرونة لدى الفئات الأكثر ضعفاً.
ووفقا لبيانات مكتب الأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث، فإن عدد الكوارث قد تضاعف تقريبًا منذ عام 2000، بينما تضاعفت الخسائر الاقتصادية الناتجة بمعدل ثلاثة أضعاف، ويرجع ذلك أساسًا إلى تغير المناخ، وإذا لم يتم اتخاذ أي إجراء لخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، فقد تكون هناك زيادة بنسبة 40 % في عدد الكوارث بحلول عام 2030.